الثلاثاء، 27 مارس 2012

لماذا لا نحول السنوسي لويكيلكس عربي..؟

إذا كان عبد الله السنوسي وطنيا قياسا للزعيم؛ فقد حرصا معا لتحويل ليبيا للون واحد وراحوا يغنون أمام اللجنان الشعبية.
 "..اللون الأخضر لون الأمل والحياة. والجنة يرمز لها باللون الأخضر. وهاهي رايتنا الخضراء ترتفع خفاقة عالية. فقفوا لتحيتها. تحية الله أكبر"..
تلك فقرات مجتزئة من النشيد الليبي؛ غناها السنوسي لحظة انفعال وكان صوته جهورا لدرجة أن الناس ظنوها إشارة أمنية للمشرفين على مسرحية تهذيب الجماهير، التي...
كانت تعذيبا في بعض فصولها السوداء.
إن مثل السنوسي كمثل صلاح نصر بالنسبة لجمال عبد الناصر؛ وكمثل الجنزال أوفقير بالنسبة للملك الحسن الثاني؛ ولكنه على أية حال "المسدس الكاتم" بالنسبة للزعيم الليبي فدعوه يتكلم!!.
لقد اختطفت روح القذافي من بين أضلع العالم بعد أن تطلعنا لسماع صوته آخرة مرة وهو يترجل عن عرشه ويرفعه مفضيا لنا بأسرار فاضت بها الدوائر السياسة بآمريكا وكوبا وتنزانيا وحتى وقادو.. "ترحموا على القائمة"
كانت لحظة ملحمية حين أعلن خبر اعتقاله من طرف الثوار ولكن أحد ما في مكان ما دفع لهم لإعادة استخدام نفس "المسدس الكاتم".
حدث ذلك على وجه السرعة. كانت عملية بربرية سرت في عروق الرجل الذي دخل غيبوبة لم يسعف منها.
لم يكن لشراهة فضولنا إلا أن ترتكس للخلف ونسند رؤوسنا لجدار الغدر الذي صلبت عليه أسرار القذافي مخيبة أمال العالم.
كانت نسكة في وجه دمقرطة الأسرار.
القذافي الذي ملء الدنيا وشغل الناس.. تقزمت رقعة أسراره؛ التي كانت بمثابة الخطرالأحمر على استمرار "كاتو" سلسلة من التوازنات الدولية والشبكات الإجرامية المعقدة.
يهمنا أن يقول السنوسي من الأجير ومن القاتل.. بمعنى أدق من الذي كان يمسك بمقبض السكين الذي كان حده خديعة كبرى فرض على العالم العربي تصديها في ثورة غضب وسط تحامل على الرجل.
يهمنا أن يكشف السنوسي عن إلتقاء ليبيا معمر مع شبكات الإرهاب والتهريب والجرائم الدولية ومستوى ضلوع الرؤساء الملوك؛ وما هي نقطة التحكم التي يخافون خروجها على السيطرة من خلال هرولتهم على موريتانيا.
يهمنا أن يفجر فضيحة تعيد للأذهان مواطن الضعف في التسريبات التي كانت سنة إعلامية حسنة اقرها وكيليس؛ بينها تم إحتوائها مؤخرا من طرف الشبكات الإستخباراتية العالمية التي صورت صاحبه الموقع وهو يستمتع بالرذيلة.
لا يهمني أن يكشف السنوسي معلومات جديدة حول تفجير طائرة أمريكية فوق لوكربي في إسكتلندا عام 1988 في حادث أودى بقتل 270 شخصا ومحاولة اغتيال ولي العهد السعودي أو تمويل حملة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عام 2007 وغيرها من الأسرار التي تؤرق بعض القادة.
يهمني أن نحول عبد الله السنوسي "الصندوق الاسود" إلى "ويكيلكس عربي" يزودنا بمعلومات حصرية نوظفها ضمنيا في سياق إستراتيجياتنا الجديدة لعالم ما بعد الثورة والتحولات الأمنية والجيوسياسية؛ التي يحرص الغرب على كتمها لآخر نفس.
 الرجل بن عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق