الأحد، 16 أكتوبر 2011

منهم من يهدي البصاق و يبيع الطلاسم

كيفة تلك المدينة  النائية التى تقع على بعد 600 كلم شرق العاصمة  الموريتانية انواكشوط  حللنا  عليها  ضيوفا فكرمنا  اهلها  بكرم  عربى  لا مثيل  له  واحسنو ا ممعاشرتنا  بل  تنازل  لنا  احدهم  عن  غرفته  المكيفة  التى يصعب  التنازل  عنها  فى  ظروف  تشبه  ظروف  تلك  المدينة   النائية حيث  البعوض  والحرارة  المرتفعة والرياح  الجافة  والاتربة المتطايرة
قصة كيفة تشبه  قصص  الخيال  والسحر  والشعوذة  التى  لم  يعد  لها  وجود  كبير  بين الطبقات  المثققة  حتى  داخل  المدينة الا ان  كيفة  مازالت  بعض من  ساكتها تعيش  تحت  تاثير  تلك  الوسائس  والشعوذات   زار كيفة  قبلنا ما يسمى  فى موريتانيا  فقيها  "كبيرا" فى  موريتانيا  كما  يلقبونه   وان  كنت  اكتشفت  ان  لقب  "كبيرا"  لم  تكن  تعنى  مدى  توسعه  فى  علم الحياة  وفنونها  وانما  كانت  تعنى حجمه فقط  ووجدت  ان  نساء  كيفة  تحتفظ  كل  منها  بزجاجة  ماء تحتوى  "بصاق " هذا الرجل  التى  يعتبر  بصاقه  دواء  العصر وجالب  الحظ  ومزوج  العوانس   والعالم  كله  بحاجة  اليه   وقد  اسرت  لى  احداهن  بقولها "اذا كنت  تريدين  جزءا  من بركة  شيخ الاسلام بن تيمة الجديد" فخذى  هذا  ورشى  به ... لباسك وامسحى  منه على وجهك  وكانت  تعنى  جزءا  من المياه   التى تحتوى  بصاق  الشيخ  المذكور  فتحمست  واخفيت  الامر  عن اصدقائى  واتصلت  على  شخص  اعرفه  متخصص  فى الصيدلة وسالته  عن امكانية  ان  اعرف  حجم  التلوث  الذى  يمكن  ان يكون  قد  اصاب  الماء  فرد  على  يمكن  معرفة  ذلك    وبعد  يوم من هذا  الكلام  عدت  حاملة  معى  هذا  الماء  لصديقى الصيدلانى  الذى  عهد  به  الى  شخص  اخر  قال  انه هو الوحيد الذى  يمكنه معرفة  ذلك  وانتظرنا يومان  الى  ان  اتصل  بنا  الشخص    واعلم  صديقنا عن فحوى النتيجة  التى  توصل  اليها
كانت  النتيجة  عبارة  عن  رقم  معين  يتم  ضربه  فى رقم 1000000 ليعطى  نتيجة  تقريبة لعدد  البكتيريا  المتواجدة  فى  "البصقة " وهو  رقم خيالى  عن  العدد  الاجمالى  للمستعمرات  البكتيرية  التى تكونت اثناء زراعة  ذلك  البصاق      ناهيك  عما  قال  انه  يمكن  ان يتسبب  فى  نقل  احد  انواع  امراض  الكبد وهو  النوع أ فى حالة اصابة   صاحب  البصقة وسرعان  ما  ادركت حجم  الكارثة  التى  توزع و تتهدد  تلك  النسوة  والرجال  معا  اللذين  يدفعون  الغالى  والنفيس  ويستلمون  بدلها  بكتيريا وامراض  اخرى  تنتقل عن طريق  السائل  الفموى  وعلى  الفور  تذكرت  ان  قناتنا   وان  كانت  لا تبارح  غرفة  الانعاش  المقر  الرسمى  لها  الا انها  ايضا قادرة  على  توزيع  نفس  الافكار  بطريقة  او  باخرى  باستضافاتها  المتكررة  له  ولا امثاله  ممن  يقفون  فى  وجه الطب  ويقدمون  انفسهم   كبشر  يسر  لهم  الله  طرق  كشقف  وعلاج  الامراض وان  كانت الدولة  الى  حد  الان  لم  تنشئ  لهم  مخابر يوزعون  فيها  علاجاتهم  التى  ستنقذ  البشرية  وموريتانيا  التى  تقتل  الملاريا  منها  كل  عام  اكثر من 350 شخصا ويقتل  السل  اكثر  من  ذلك  بثلاث  اضعاف   ويصيب  الايدز اكثر  من مائتان كل شهر  لان  تعدد  الزوجات  مسموح  ومرغوب   ويحث عليه  الفقيه " الكبير".
نادين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق