الخميس، 27 أكتوبر 2011

أخيرا.. فعلتها المخابرات المغربية

بعد الكثير من التحضير النفسي، إعلاميا، دبلوماسيا وسياسيا، للمغاربة وللأمريكيين وللرأى العالم العالمي استطاعت المخابرات المغربية، مستغلة غطاء القاعدة، أن تضرب في عمق مخيمات اللاجئين الصحراويين؛ المخيمات التي عرفها العالم منذ سنة 1976م هادئة، مسالمة، لا تعرف القاعدة ولا الجريمة ولا الاختطاف. 
فمنذ مدة- أكثر من سنتين تقريبا- والمغرب يمسينا ويصبحنا على اسطوانة أن القاعدة لها علاقة بالبوليساريو، وأن بعض قادة هذه الأخيرة متورطين مع القاعدة في الإرهاب والتهريب وأن البوليساريو هي منظمة إرهابية أو يجب إن تكون هكذا.
جميع المؤشرات كانت واضحة وضوح الشمس في النهار أن المخابرات المغربية ستحاول، بالتي هي أحسن أو بالتي هي أسوأ، القيام بعملية استعراضية في المخيمات والأراضي المحررة. كان كل شيء واضحا تماما ولم تكن هناك غيوم.
لقد كان المغرب مصمما على إيهام العالم إن القاعدة تصول وتجول في المخيمات وأنها هي التي تتحكم فيها. فمنذ عملية...
"مقالا" في يناير الماضي المفبركة كانت كل التحاليل تصب في وادي واحد: أن المغرب يقترب من الأراضي المحررة، وسيقوم بعملية استعراضية في الأراضي المذكورة أو في المخيمات في يوم ما- أردنا أم كرها- وأنه في سبيل ذلك يمكن أن يصل إلى ابعد حد.
كان كل ما نشرناه في مواقع الكترونية كثيرة حول هذا الموضوع ينحو نفس المنحى: حذار، ثم حذار من الغفلة. إن الذي تصورناه وكتبناه هو أن السيناريو المحتمل الذي يمكن إن يلجأ إليه المغرب لربط المنطقة أو البوليساريو بالقاعدة يتمثل في القيام بعملية استعراضية في الأراضي المحررة تستهدف الأجانب الذين يحضرون الاحتفالات أو الذين يقومون بأعمال إنسانية في المخيمات. فمثلا قلنا أن المغرب يمكن أن يختطف أو يقتل بعض الأجانب في المنطقة في يوم ما وأنه مصمم على هذا ولن يتراجع عنه، وأن كل ما يجري على الأرض من دعاية وأعمال استفزازية هنا وهناك، ما هو إلا تحضير لمثل هذه العملية.      
فمثلا هذا مختطف من مقال نشرناه في نهاية ديسمبر 2010م بعنوان" السيناريو المحتمل للرد على عملية كديم إزيك "
"  التوريط أو ضرب الأمن في المنطقة التي تسيطر عليها البوليساريو :
"من وجهة نظر بسيطة أول ما قد يفكر في المغرب، بعد فشل تسجيل البوليساريو في لائحة الإرهاب، هو الاتصال بالقاعدة في بلاد المغرب العربي، خاصة كتيبة طارق بن زياد التي تتكون من مغاربة، ويمول عملية من عملياتها في المناطق التي تسيطر عليها البوليساريو حتى تقتنع أمريكا أن المنطقة فعلا " غير آمنة" (...) من زاوية ثانية وثالثة إن وقوع أي عميلة للقاعدة في المناطق التي تسيطر عليها البوليساريو من الممكن، وبنسبة كبرة، أن تجعل الأجانب والمتعاونون يحجمون عن الذهاب إلى المواعيد والأنشطة التي تُنظم في الأراضي المحررة بحجة الخوف من الإرهاب. إن عملية إرهابية في المناطق المحررة هو سيناريو يبقى قائما ومفتوحا ولا أعتقد أنه علينا إن نستثني أي سيناريو من هذا القبيل حتى لو أعتبره البعض مجرد شطحات خيال(.....) إن ضرب الأمن في المناطق المحررة وإيجاد الذريعة لا بد له من توفير غطاء ولو مفتعل، والغطاء الوحيد الذي لا يفتأ المغرب يكرره ويحضر له و"يحذر" منه هو الإرهاب وعدم الأمن في المناطق المحررة.
( يمكن الرجوع لبعض المواقع الصحراوية الالكترونية للتأكد من هذا القول)

إن اختطاف المتعاونات الأجنبيات مع الشعب الصحراوي ( أسبانيتان وإيطالية) كان مؤلما لنا وكثيرا. إنه عمل، بالإضافة إلى أنه جبان وقذر، سيجعل المغرب يركب عليه في المستقبل وسيحرض كل من يستطيع تحريضه وسيشعل النيران في كل مكان يمكن أن يصل إليه بنزينه.

الآن سيلتفت العالم كله إلى هذه المخيمات الهادئة، المسالمة، وسيضعها في عين الإعصار، خاصة إن سكانها هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وإلى عمل المتعاونين الأجانب. إن عملية اختطاف المتعاونات الأسبانيات والإيطالية قد يجعل الجميع يحجم عن زيارة المخيمات في المستقبل بحجة أنها غير آمنة وأنها أصبحت ملعبا للإرهاب وللقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
إن العمل- نفذه من نفذه - هو أوبرا مغربية بامتياز ومن تدبير المخابرات المغربية. لقد كنا ننتظر هذا العمل، للأسف، منذ زمن. لقد كان المغرب ومخابراته متعطشين للقيام بعمل قذر يربط به منطقة المخيمات بالقاعدة والإرهاب، ووصل إلى ما يريد في النهاية. إن المغرب هو المستفيد الأول من هذه العملية لإنه منذ مدة وهو يحلم إن يجد ما يربط به القاعدة بالبوليساريو. لا توجد اية جهة أخرى أو طرفا  له مصلحة في اختطاف أجانب ما عدا المغرب.
حمدي ولد يحظيه   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق