الاثنين، 24 أكتوبر 2011

"سلام بلا قرضاوي"..و"إسلام بلا ناتو"

لم أكن أتوقع في حياتي أن أقف في محاكمة تقوم بها نفسي مع نفسي ..ولم أكن أتوقع في حياتي أن أنقلب هذا الانقلاب على نفسي ..ولم أكن أعتقد يوما أنني سأعرف معنى يوم القيامة ..وأصل الى يوم القيامة ..

لكنني أدركتك يايوم القيامة ..عندما قامت القيامة في قناعاتي .. رغم مروري وهذا الجيل من العرب والسوريين بأزمات وأيام فاصلة ... الا أن هذه الأزمة أخذتنا جميعا ورغما عنا الى أسئلة كبرى لاتسأل الا في يوم حساب ..كيوم القيامة ..وجعلتنا بشكل مذهل نرمي برؤوسنا الى النار لأن رؤوسنا لم تعد ملكا لنا ..بل ملكا لأسئلة كبرى في هذه القيامة الصغرى..
لم أسال نفسي عن اسلامي كما سألته اليوم: ماذا بقي لنا من القيم التي تعلمناها..وماذا بقي لنا من الاسلام الذي عرفناه؟؟
مواليد هذه الأيام المأزومة في كل الشرق كثيرة ..لكن المولود الخطير برأيي كان توأما سياميا متصل الرأسين: رأس يقول ماذا بقي من الاستقلال الوطني ورأس يقول ماذا بقي من الاسلام؟...
تتساقط العروبة ويتساقط الاستقلال ..لقد سقطت معظم الدول المستقلة وبقيت الدول المحتلة ..العراق محتل وفلسطين محتلة والخليج محتل وليبيا محتلة ..وذهبت الديكتاتوريات التي لايستطيع أحد أن ينكر أنها حمت الاستقلال الوطني حتى آخر لحظة.. ودخلنا من جديد عهد الاستعمار كما يدخل الدجاج الغبي الى الحظيرة ..وكما يدخل سمك التونا الى مصيدة مذبحته البحرية .. كان استقلالنا فترة قصيرة لعدة عقود فقط لم ننعم بها لا بالحروب الأهلية والنزاعات السياسية الطاحنة .. فاذا كانت الحرب العالمية الثانية قد ساعدتنا كشرقيين ومسلمين على انجاز الاستقلال الوطني فاننا قد ضيعنا هذا الاستقلال الوطني من دون شك .. وبقي لنا من استقلالنا مجلس حكم عراقي صنعه بريمر ومجلس عسكري مصري ومجلس وطني ليبي وقاعدة عيديد وابراج دبي العبثية !! .. من سيعيد انجاز استقلال العراق وليبيا؟ من سيخرج الناتو بعد اليوم من فمنا وأسناننا وأمعائنا وهوائنا وقهوتنا وجيوبنا وفراشنا وثيابنا الداخلية؟ لاتقولوا لي ان من سيفعل ذلك هو جيل برهان غليون ومصطفى عبد الجليل ..
واذا كنا قدمنا صحوة اسلامية وأيقظنا الاسلام من سباته ودروشته ووجهنا عيونه نحو القدس والأقصى لبرهة من الزمن .. فاننا ضيعنا الاسلام ..واستيقظنا صباحا لنجد أنه مفقود ..هل سرقوه؟ هل خطفوه؟ أم أنه تاه وشرد عندما خرج من بيتنا ؟؟..
الاسلام الذي تعلمناه في مدارسنا ومساجدنا المتواضعة خضع لعملية سطو ..وسرقت عباءته الكبيرة ..سرقت ثيابه وسرقت أسنانه وسرقت شهادة ميلاده وسرق بيت ماله وسرق فيه الخلفاء الراشدون ولم يبق لنا منه سوى سقيفة وجمل و....قرضاوي ..
الاسلام الذي تعلمناه في مدارسنا سرقت أمه وأبوه .. وسبيت أخته وسلب أخوه ...وقطع لسانه ويده ورجله من خلاف !! ..وفوجئنا به ينتظر في كل مطارات العرب ليستقبل على عكازاته كونديليزا رايس ويقبلها .. ووجدناه مرة محمولا على محفة في مطار يستقبل هيلاري ..وفي أخرى كان محمولا على نقالة ويرتدي النظارات الشمسية متخفيا كالجواسيس ليستقبل تسيبي ليفني..ويقبل يدها...
الأقصى بيد نتنياهو والمسجد الحرام بيد اللحيدان وبندر ...والأزهر يتنقل من يد طنطاوي الشيخ الى يد طنطاوي الضابط...والعرعور يدعي ملكيته للجامع الأموي وكأن أوراق الطابو تركها له أبوه في وصيته .. ونداء (الله أكبر) صار اسم شركة للذبح البشري.. ولم يعد تعبير الصادق النيهوم أن"الاسلام في الأسر" كافيا للتعبير عن حالة الاسلام .. بل الحقيقة هي ان الاسلام قد تصهين على يد "راسبوتين" الاسلام المدعو محمد يوسف القرضاوي ..ولو عاش الصادق النيهوم حتى هذه الأيام لكتب لنا سلسلة "اسلام بلا قلب" ..و "اسلام بلا عقل"..و "اسلام بلا اسلام" و "القرضاوي الذي انقرض به الاسلام"
منذ الاحتكاك السوفييتي الأول مع الشرق في افغانستان بدأت الحكاية ..وبدأت عملية السطو ..ومنذ تلك اللحظة خرج الاسلام من بيته الى جبال أفغانستان ولم يعد..أخذوه الى تورا بورا والى الشيشان والى غابات الفلبين ..وكل ماقيل عن عودته كان شائعات كشائعات عودة مفقودة أخرى اسمها فلسطين ..خرجت من بيتها في 15 أيار عام 1948 ولم تعد ..حتى هذه اللحظة!!
ماذا بقي لنا من الاسلام غير سقيفة وجمل و ...قرضاوي؟
فما رأيناه من قتل سخي في العراق بين الطوائف ومارأيناه من جنون الاسلام ضد الاسلام في لبنان ومارأيناه من كذب الاسلام على الاسلام في تركيا ومارأيناه من عنف الاسلام في سوريا يقول بلا تردد أن جورج بوش قد فعلها.. وأنه وجد أسلحة الدمار الشامل التي طالما بحث عنها وادعى أنه لم يجدها ..فاذا بابن القحبة يضربنا بها ...
فهل هناك من قذيفة جرثومية أقوى من القرضاوي؟ وهل غاز السارين والخردل الا أنفاس العرعور واللحيدان في مجتمعاتنا؟ وهل هناك قنبلة قذرة مثل حزب العدالة والتنمية الاسلامي التركي وعناقيده التي تفرخ اخوانا مسلمين وتتكاثر وتنتشر كغيمة بشكل الفطر "المشروم"؟؟...
ومن جديد ...ماذا بقي لنا من اسلامنا الا سقيفة وجمل و...قرضاوي؟؟؟
القرضاوي الذي جمع كل الاسلام في صرة صغيرة وخبأها تحت عمامته .. وسمى لنا الجزيرة قرآنا جديدا .. وسلخ جلد الخلافة وأهداه الى حمد ..
هل رأيتم ثوار سوريا المسلمين الذين يقتلون ويركلون ذبائحهم بأرجلهم؟ هل سمعتم نداء الله أكبر عندما يقتلون؟ هل رأيتم الثوار المسلمين كيف كانوا حول الزعيم القذافي؟ هل سمعتموهم؟ هل سمعتم بذاءاتهم؟ أسير لم يستحق منا الا أن نعدمه دون محاكمة؟ هل المنفذون قتلة أم أننا كمجتمع (بدوي) مجموعة من القتلة كلما عصفت مجموعة بالأخرى قتلتها شر قتل كما وصفتنا الموسوعة البريطانية؟ ماذا أبقى لنا الثوار من صيحة الله أكبر سوى لون الدم الذي يلون هذا النداء الخالد؟ ..ألا تحسون مثلي أن سماع هذه الكلمة صار يذكرنا بالدم على السكاكين؟ الله أكبر كان للاستسلام لقدر الله وتقربا لله واستغفارا لله من قتل أضاحي العيد ..فصار نداء الذبح والاعدام للبشر.. وكأني برسول الله مع صحبه ينظرون الينا من السماء وقد ملأت قلوبهم الخيبة ..والخجل ..
اننا أمة لم نقتل نبينا في حياته لكننا اليوم صرنا قتلة أنبياء عبر الزمن .. وسافر سيفنا من القرن الواحد والعشرين ووصل الى القرن السادس للميلاد ليستقر في قلب نبينا..ووصلت رصاصات ثوارنا المسلمين من زمننا الرديء الى زمن الصحابة واخترقت صدورهم ..فماذا بقي لنا من اسلامنا سوى سقيفة وجمل و ...قرضاوي؟ وماذا بقي لنا من استقلالنا الوطني سوى قاعدة عيديد ومجلس عسكري ومجلس وطني وأبراج دبي العبثية؟؟ .
أمام كل هذا الألم أحس بالفخر الشديد أنني انتمي لعاصمة أمسك بها الاسلام والعروبة هذه الأيام لائذين مستجيرين هاربين من قطاع الطرق ..دمشق صارت هي خيمة أم معبد .. ودمشق الآن هي المدينة .. وهي الأوس والخزرج ..وفيها ستستريح راحلة المهاجر الذي تلاحقه سيوف الناتو ..بوصول المهاجر الى مدينته سيكون هناك بدر وسيموت ابو جهل ..سيكون لدينا "اسلام بلا قرضاوي" ..
أحس أن الخير كله قد انبرى للشر كله في قادم الأيام على أرض بلد اسمه سوريا...كم أحس أنني سأمسك ببلدي بالأسنان والنواجذ .. وكم أنا مستعد لهذه الهارماجيدون التي أرادوها..
ان الانتصار الذي أحرزناه بامساكنا بببلدنا وصونه من هذه العاصفة يفرض علينا الانتقال الى المرحلة الثانية ..فالبقاء في الحصون لم يعد مجديا ..هو حصار ولايكسر الحصار الا الخروج من القلاع ..المعركة داخل القلعة حسمت ..وجاء الآن وقت لأن نسرج الخيول ..
اننا مدعوون جميعا لأن نصبح شركاء في قتل أبي لهب ..ماأجمل هذا الشرق وماأبهاه من دون أبي لهب..أما آن لنا أن نعلن شعارنا ونبدأ العمل لانجاز مشروع "اسلام بلا قرضاوي" ..و"اسلام بلا ناتو" ...و"اسلام بلا ثقوب"؟؟
ولنقل الأسماء بمسمياتها ..عندما تمطر في تل أبيب تحمل المعارضات العربية المظلات ويتبلل الاسلام الجديد.. ان ذيل المعارضات العربية (وخاصة السورية) وذيل الاسلام الجديد مربوطان في تل ابيب .. كما أن خصيتي المعارضة السورية في تل ابيب تحديدا ....ولن تسكت هذه المعارضات الا بالضغط على الذيل في مربطه وعلى الخصيتين ..في تل أبيب .. أوجعوا تل أبيب تصرخ المعارضات العربية وبالذات السورية ..أسكتوا تل ابيب وألقموها حجرا تخرس المعارضات العربية ويصرخ برنار هنري ليفي متوسلا ..ويتوقف مشروعه الجهنمي..ولاتأخذوني الى تصريحات فلان وعلان عن أمن اسرائيل ..هذه لعبة سخيفة لم تعد تمر علينا وتدوير للمعاني .. ونحن نعني مانقول..
هل سمعتم بمصطلح جديد اسمه "طحن عظام الجيش الاسرائيلي"؟ ان طحن عظام هذا الجيش سيطحن معه مصنع الفتاوى في قطر وستسقط عمامة القرضاوي ..وكما نظف صلاح الدين بيده المسجد الأقصى من بقايا روث خيول الفرنجة الذين استعملوه كالاسطبل ..فان الاسلام كله ملوث بروث القرضاوي وحمد و "أبو متعب" وأردوغان والاسلاميين الجدد مواليد الناتو وأبناء هيلاري ..وآن الأوان للمكانس أن تنظف هذا الشرق..وأن يبدأ من عندنا مشروع فتح "مكة" وأن تبدأ مرحلة الاستقلال العربية الثانية..

 بقلم: نارام سرجون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق