الجمعة، 30 ديسمبر 2011

الشهيد صدام حسين في الذاكرة الموريتانية


عند نهاية كل سنة تحل ذكرى إستشهاد سيد شهداء العصر الشهيد صدام حسين وفي كل ذكرى تكون عاصمة موريتانيا انواكشوط على موعد مع الوفاء بالعهد في زمن قل فيه الوفاء... في كل ذكرى لإستشهاد ذلك القائد العربي المضرج بالدماء تتزين شوارع انواكشوط بصوره ، وتتحول واجهات الأسواق إلى إعلانات ودعوات لحضور حفل تأبينه الذي دأبت مجموعة من المخلصين والأوفياء على تنظيمه كل سنة كما تنظمه الجبهة الطلابية لمناهضة التطبيع ودعم المقاومة في جامعة انواكشوط كل عام .
بمناسبة هذه الذكرى قمنا بزيارة أحد الأسواق الكبيرة في انواكشوط وواكبنا الحدث ، مجموعة من الشباب الجامعي تجوب العاصمة تعلق صور الشهيد وتوزعها على المحال التجارية أستوقفنا...
أحدهم وكان لنا معه الحوار التالي :
هل من الممكن أن تقدموا أنفسكم للقارئ الكريم  ومالهدف من هذا النشاط الذي تقومون به ؟
الصديق ولد سدين، طالب جامعي مناضل في الجبهة الطلابية لمناهضة التطبيع ودعم المقاومة: من يومين نحن نجوب شوارع انواكشوط من اجل إعلان اقتراب موعدنا السنوي لتأبين الشهيد صدام حسين هذا الرجل الذي يستحق على الموريتانيين الكثير والكثير ويستحقه على كل العرب ، يجب ان لانترك ذكرى استشهاده تمر دون تخليد ودون تمجيد وهذه قناعتنا في الجبهة ليس تقديسا كما يصوره البعض بل هو وفاء وإحترم للرموز وللتضحيات وتقدير لما قام به خدمة لأمته ووطنه ، وهذه السنة يجب أن يكون التأبين مختلفا  عن السنوات الماضية لأننا نمر في العالم العربي بظروف خاصة وبأحداث كبيرة قد تحمل تغييرا جذريا في حياة المواطن العربي .
داخل السوق المزدحم قمنا باستطلاع آراء بعض الباعة وسألناهم عن الهدف من تعليق صور الرجل  ولماذا قبلوا تعليقها على محالهم ؟
الشيخ ولد العربي  صاحب محل : صدام حسين رجل كبير ويستحق أن نحتفل به دائما ونخلده فهو من آخر المقاومين والمدافعين عن العرب والعروبة في هذه الأرض ، ونحن كموريتانين خدمنا كثيرا شيد لنا مستشفى عسكري ومنحنا تلفزيونا ومول العديد من الثانويات والمدارس .
آخر سألناه رأيه فقال : بأنه وجد شبابا يعلقون الصور على محله دون إذنه ولوكانت الصور لغير صدام حسين لماتركهم يمرون بسلام ، لكن صدام حسين شفع لهم وهو يحترمه ويحترم له الكثير من المواقف خصوصا ضربته الموجعة لإسرائيل ووقوفه في وجه أمريكا وعنجهيتها.
الزين ولد السالك صاحب محل هواتف : يقول بأنه وضع صور صدام حسين لأنه يحترمه ولأنه يعرف مدى تعلق الموريتانيين به وانه لن ينزع هذه الصور نهائيا وانه سيبحث عن غيرها وتكون ملونة لتزين محله وتكون عامل جذب للزبناء والمشترين.
سيدة موريتانية صاحبة محل نسائي تعلق صورة كبيرة في متجرها قالت بأن صدام حسين وقف مع موريتانيا ودعمنا أثناء مشكلتنا مع السنغال ودعم اليمن والسودان والأردن وكل العالم العربي ، وأن من لايرد الجميل ليس حرا وأنها هي زارت العراق أكثر من مرة وأنها تعتبر التأبين يوم عيد وانها لم تتغيب عن الحدث من 2007 وحتى اليوم ، وتطالب بأن يكون يوم موحد في كل العالم العربي والإسلامي .
شاب من زوار السوق يرى أن الشهيد صدام في هذه الفترة بالذات يجب أن تتولى جهات كبيرة تخليد استشهاده بدل مجموعة  من الشباب والطلاب لأنه أثبت أنه على حق وأنه مناضل صادق وانه كان  يعيش من أجل أمته ولذلك يستحق علينا التمجيد والتخليد كما تخلد كل شعوب العالم أبطالها ورموزها .
من يتجول اليوم في شوارع انواكشوط ويدخل هذا السوق المزدحم والذي حولته صور صدام حسين  لحلقات حوار سياسي  فعند  كل دكان نقاش محتدم عن مواقف الرجل وشجاعته وبطولته سيتصور أنه في مدينة تكريت أيام حكم البعث أو في إحدى المدن العراقية ففي كل زاوية تطالعك صورة للرجل او صورتين وحتى أعمدة الكهرباء وصلتها الصور "لقد قال أحد معارضي صدام حسين يوم استشاده أنه تحول لبطل أسطوري وأنه سيأتي يوم تحتفل به الأمة العربية كلها"وفعلا قد بدأت نبوءة المعارض تتحقق وخير دليل مايشهده هذا السوق من زحام وما تشهده باقي أحياء العاصمة من تعبئة ودعوة للنشاط الكبير يوم 29ديسمبر في دار الشباب القديمة والنشاط التأبيني في جامعة انواكشوط .
من كل هذا يتضح الإجماع المطلق رغم بعض المواقف والإختلاف في موريتانيا على مكانة الرجل وبطولته وان استشهاده حلقة من عدوان غربي مستمر على الأمة العربية ومايجمع عيه الجميع هو الترحم على الرجل والدعوة له بالمغفرة وأن ينزله ربه المراتب العليا من الجنة مع النبيبئين والصديقين والشهداء وحسن ألئك رفيقا .
مما ولد داهي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق