الجمعة، 23 ديسمبر 2011

كفــــــاكم عنجهية أيها المتعجرفــون !

إنّ موريتانيا اليوم لتمرُّ بأيام حالكة والسبب في هذا هم من يُسمّون بُهتانا وزرا " الصحفيون  "
وليس غريبا هذا فقد وُجد في عصر النبوة صحفيون من نوع " مسيلمة " كان محررا لكل الصحف الصادرة في تلك الفترة ، يتظاهر للمسلمين أنه منهم وهو في حقيقية أمره مراسل لقنوات أبي جهل النفاقية ، وبعد هلاكه ظهر "عبد الله بن سبإ اليهودي " ........
أمّا في زماننا هذا فقد  ظهرت صحافة تعرف منهم وتنكر ، يتلونون حسب الزمان والمكان...
ولا أريد في هذا المقال أن أدخل في سجال مع هذه الطبقة من المجتمع التي حملت لواء العداء لوطنها وأمتها وسخّرت كل ما تملك من طاقات في هذا المضمار .
مواقع إخبارية الناظر إليها في أول وهلة يتبادر إلى ذهنه أنّ موريتانيا تخوض حرب شوارع مع أشباح يطلقون صواريخهم من فوق سطح القمر ، أو أنّ ما يوازيها من مثلث " بورمودا " قد ثار عليها من أعماق المحيط .
البعض من هؤلاء يرقص على أوتار الموت، يريدون أن يحولوا هذه الدولة إلى صومال يتشخط أهله دما ، أو كشمير متنازع عليه ، أو فلسطينٍ تُدال في أروقة مجلس الأمن ، أو سودان بين الجنوب والشمال ، أو صحراء شرقية ، أو شيشان روسية ، أو ......
إنّ مهنة الصحافة في موريتانيا خرج قطار بعضها  عن مساره الصحيح ،كتب أحد المرجفين يوما  " قبائل تتشاجر على أذني حمار" ما الطريف في هذا أم أنّ مهنة السخافة تتطلب في بعض الأحيان نقل هذه التُرهات ، أم أنّ التحرير مشغول في حركة لا تلمس جنسيتي ؟ لعلّه الكساد الإخباري
قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ " قيمة كل امرئ ما يتقنه " فإذا كان البعض منّا لا يتقن غير لغة السب والشتم والتنابز بالألقاب والطعن في الأنساب هل هذا جائز شرعا أم أنّ مهنة الصحافة تتطلب هذا ؟
          إذا رُزق الفتى وجها وقاحا **** تقلّب في الأمور كما يشاء
وفي موريتانيا ولله الحمد صحافة من الطرازالأول شعارهم صدق ـ أمانة ـ حيادية ـ
وفيهم من لا أريد أن يخطر ذكره على طرف قلمي ، شعاره ـ كذب ـ خيانة ـ خداع ـ ، يتمظهر بمظهر الصاحين وهو من هم براء .
إنّ على الدولة أن تضع حدا لهؤلاء أصحاب المصادر الغير موثقة الذين يستهترون بعقول الناس عبر شائعات ما أنزل الله بها من سلطان .
ثُمّ على صحافتنا المُحترمة التميز بين الغث والسمين ، فليس كل ما سُمع يقال ، وما كل ما قيل يُكتب ، وما كل ما كُتب ينشر، على مُحرريكم تنزيه بصر وسمع القارئ عن بعض كتابات الغوغائيين السُفسطائيين وما يهرفون به .
فموريتانيا كغيرها من الدول متعددة الأطياف والأجناس ، عاش الجميع فيها بأمن وأمان منذ قرون من الزمن ، يحترم كبيرهم صغيرهم ، قد علم كل منهم حقه على الآخر، وما وقع من تجاوزات من الخطأ  تحميلها للجميع  .
  وخير مثال في علمنا اليوم " لبنان " متعددة المذاهب والأطياف وسيادتها الوطنية فوق الجميع ، أما الاستهتار الحاصل في موريتانيا  واللعب بالنار فلا مثيل له ، حيث أصبحت بين عشية وضحاها بين من ينادي (الحرية والإنعتاق) و(لا تلمس جنسيتي ) و (حقوق  إنسان الحيوان ) ، وغيرها من الشعارات النارية .
لبس أحدهم جلباب الحقوق وتسربل بالإنسان وكشّر عن أنيابه في أوربا وعُلّق حتى وسام " جورج واشنطون " وجاءنا بأفكار عنصرية وتظاهر بأنه [مانديلا] ولُقبه أحد المُتهلوسين ب [ مارتن لوثر كنك ] ووقف بين الجنة والنار على صراط الظلم ، يسجن من يشاء تحت شعار العَبودية وكأنه وصي عن رب العالمين على الناس  ، ثُمّ ما هي الحرية ؟ ومن العبيد ؟ ومن نحن حتى نرفع هذا الشعار؟
  إنّ الحرية التي ينادي بها " مانديلا الجديد" كما يحلوا للمعجبين به أن يُسمى  ويحشر معه ، قررها الإسلام قبل مجلس الأمن ب14 قرنا من الزمن ، وكفّلها للجميع وهي أصل البشرية حيث قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرار" فهذه المقولة من ديننا الحنيف ونؤمن بها .
أمّا ما طرأ من رق بمنظور فقهي سببه الكفر وعدم قبول الإسلام ، وقد ندب الإسلام إلى الحرية  وتشوف عبر منافذ يعرفها الفقهاء .
ولعلّ صحافتنا المُصفقين الصانعين من العدم أشباه الرجال يعلمون ما وقع لعبيد إفريقيا في القرون الوسطى على يد أسيادهم في أوربا ، وكيف كانوا يُنقلون من " ميناء العبــيد " في بنين وكيف كانوا يُجلبون كالقطعان إلى خدود باريز ولندن لحفرها ،و ما جزيرة [كوري] السينغالية عنّا ببعيد ، لتبقى شاهدة على ما فعله أولائك الأوغاد من إجرام بحق البشرية ، حيث أنهم كانوا يقيدون عبيد إفريقيا بالحديد والنار ليشتغلوا في مزارع " كالفورنيا " ومن المُفارقة أنّ في هذه الجزيرة بابا يقال له " اللاعودة " فمن وصله من العبيد فهو مُخير بين الموت والذهاب ، فهل يا تُرى هؤلاء أناس يستحقون رفع شعار الحرية ؟    
وقد مكرت آمريكا بعقول العبيد الجُدد حيث تظاهرت بترك " ليبيريا " دولة غير مُستعمرة وسمّتها عاصمة العَبيد المحرّرين ، لتُلصق اللائمة بالعرب والمُسلمين وصدق هذه المقولة رعاء الناس  ، حاملي شعارات الحقوق .
وأنتم أيها الأقزام حاملي شعارات السلام هلا واليتم هذا (الرجل ) بعقولكم قبل أبدانكم ؟ أم أنّ الجشع المادي أعمى بصائركم قبل أبصاركم ؟
المجتمع الموريتاني مظاهر العبودية إن وجدت فسببها الرئيسي هو الفقر والجهل وعلاجها ليس التسلط  على عجائز النساء وحملهم عنوة في السيارات تجاهلا لسلطة الدولة ، كما رأينا في شريط بث على الفيس بوك يعتصر القلب له ألاما وهو الذي دعاني لكتابة هذا المقال .
ثُمّ أيتها العجوز الشمطاء أية حقوق إنسان تدعين إليها ؟
تُريديننا أن نُساوي بين الكلب ومالكه ؟ أم بين البنت وأبيها في الدعارة ؟ أم بين المثليين في الزواج ؟ أم بين الرجل والمرأة في الميراث ؟ أهذه هي  حقوق الإنسان ؟ 
إنّ أهل موريتانيا مجتمع مسلم ، ومن أراد أن يطبق هذه الظواهر السلبية فعليه أن يحول هذه الرمال إلى جنة تجري من تحتها الأنهار .
وعلى صحفيينا أن يعلموا أنّ أمن موريتانيا للجميع وليس من مصلحتهم الوقوف وراء أناس يلعبون بالنار وأخص بالذكر من يسميهم بُهتانا "المناضلون " وسكوت البعض عن ما يجري ليس رضي به لا كن السلطات العمومية لا يمكن للعقلاء تجاهل سيادتها ، درء للفتنة والطائفية  التي يلوح البعض بها .
وأخيرا تبقي موريتانيا راية خفاقة يتوسطها نجم فوق هلال ، يعيش فيها الجميع بأمن وإيمان رغم أعين الجبنــــــــــــــاء .    
 المهدي بن أحمد طالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق