الأحد، 15 أبريل 2012

أرجو ان لا تكون قد تمزقت هويتك يا حماه الله ولد السالم


سيدي الدكتور : كان بودي أن يكون التعارف وجها لوجه وفي ظروف ودية مناسبة تليق بمقامكم الكريم و بعلمكم الوفير و حتى أحظى بفرصة مصاحبة و مجالسة أهل المعرفة ,,,, و حتى يكون القارئ على دراية تامة فانا (و العياذ بالله من كلمة أنا) لا اعرف الدكتور شخصيا و لم نلتقي يوما كما إنني لم اتعب نفسي في البحث عن معلومات شخصية آو سيرة ذاتية عنه أي حماه الله وكان بمحض الصدفة أن شاهدت حلقة في قناة الجزيرة القطرية تستضيف الدكتور سالت زميلا لي - وقتئذ كنا عند الحلاق - هل...
تعرف هذا فقال لي : نعم انه ابن عمي د. حماه الله ولد السالم منذ ذلك الوقت ارتسمت لدي صورة عن الدكتور الأستاذ الجامعي لمادة التاريخ و فرحت جدا أن يصل أي موريتاني إلى هذه الدرجة من السمعة الإعلامية لكني تفاجئت منذ وقت قصير لعدة مقالات (إن جاز تسميتها كذلك) للدكتور حماه الله ولد السالم فاهتزت الصورة التي كنت قد رسمتها مسبقا للمستوى العلمي و الأدبي و الأكاديمي و ألتنظيري .....
نعم ثلاثة عناوين لمواضيع خالية من المعاني جافة في أسلوبها ركيكة في مضمونها عدمية في طرحها ضبابية في رؤيتها سطحية في جوهرها عقيمة في غايتها وهذا ما ولد لدي شعورا و إحساسا مغايرا للدكتور المتناقض إذ فكيف لأستاذ جامعي ينزل من اعلي كرسيه الأكاديمي إلى مستوى شعبي عام ساذج ...... ففي الكتابات الثلاثة المتعلقة بأسطورة (ذئبة) حماه الله حول مدينة نواذيبو مرورا باعترافه بجمهورية أبناء عمومته في ازواد و أخيرا هذيانه المحموم حول تيرس و أهل الساحل على وجه الخصوص من هذه الزوايا و احتراما للدكتور أود الرد على جملة من النقاط لعلي أكون له من الناصحين .
وحسب قراءتي لاحظت أن الدكتور لديه عقدة نفسية أو شخصية أو اجتماعية آو مهنية أو كلها مجتمعة معا مع واحد او عدد من أهل الساحل ولكن هذا لايعني الخروج عن إطار اللباقة و الاتيكيت العصري و الأسلوب العلمي و الطرح الهادئ البناء بعيدا عن التنابز بالألقاب و التلفظ و التهكم و السخرية و القذف و التجريح و هذا أسلوب لا يناسب مقام الدكتور بل و يعاب على مثقف نفتخر و نعتز بقيمته العلمية و الأدبية ,,,,,, و أثناء قراءتي لعناوين الدكتور أدركت انه أي حماه الله غير موفق كوميديا لان عباراته التي حاولت أن أزنها بميزان البيظان (لفليح و التشوعير) او انه مجرد مزاح كتابي و ترف فكري إلا ان الواقع غير ذلك بالخصوص عنوانه الأخير الى السيد المؤرخ ولد احمد مسكة ,,,,, حيث تجاوز الدكتور كل الخطوط الحمراء و ان كان قد تعداها بالاعتراف بجمهورية ابناء عمومته المزعومة في الشمال المالي و على فكرة انت الشخص الوحيد في العالم الذي اعترف بهذه (الدويلة) و نرجو مقارنتها مع معطياتك التاريخية لشروط كيان قيام دولة مع احترامي لرأيك الشخصي في كل الأمور.
كما لاحظت أيضا ان الدكتور يعاني اضطرابا في الانتماء الحضري و الهوية و الذات و الأنا ففي احدى عباراتك تقول ان أصولك قد تبربرت (من البربر) وتمزغت (من الامازيغ ) معلنا ان جمهورية ازواد لأبناء عمومتك الصناهجة ناسيا او متناسيا انها أي تمبكتو و مالي على العموم يوجد بها خليط من الأعراق الأغلبية الساحقة منهم من العرب و الأشراف و سائر القبائل الإفريقية العريقة.
سيدي الدكتور :
أرجو ان لا تكون قد تمزقت (من التمزق) هويتك في حديثك الفانتانزي اللاشعوري عن أهل الساحل لأنهم أهل حضارة و تاريخ وجغرافيا و مقاومة وعروبة وإسلام و أخلاق و كرم و هي عوامل مشتركة يتقاسمها الموريتانيون جميعا بغض النظر عن الحيز الزمكاني الذي لا يوجد الا في مخيلتك وعبر عنوانك المتكررة عن اهلك و أبناء جلدتك في الساحل ,,,,, ان المتتبع و العارف بالتاريخ لا يمكن بأي حال من الأحوال او تحت أي ظرف من الظروف او سبب من الأسباب او ضغط من الضغوط او غرض من الإغراض ان يجهل او يتجاهل تاريخ (ارض السلام) او الحكم التوافقي التشاوري (ايد اربعين) كما ان المنطقة غنية بالآثار التاريخية الضاربة في القدم و الدليل على ذلك النقوش و الكتابات الهيروغليفية المنحوتة على الصخور كما انها أي منطقة الساحل كانت صرحا و حصنا منيعا لمقاومة شرسة ضد الاستعمار الفرنسي و البرتغالي و الانجليزي و الاسباني و كانت قلعة صامدة في وجه التيارات التبشيرية ,,,,, وقد أبلت قبائل الساحل دون تحديد في مقاومة و دحر و هزيمة و إذلال الاستعمار كان أقربها تاريخا الاستعمار الاسباني كما كانت أي قبائل الساحل درع وقائي لموريتانيا ضد الزحف التوسعي المغربي (وما حرب الصحراء الغربية عنك ببعيد).
سيدي الدكتور :
يمكنك الرجوع لقراءة رد السيد المؤرخ ولد احمد مسكة ففيه من الحكمة و التاريخ و (التبيظين) الشئ الكثير مع حلاوة و طراوة الأسلوب دون الخروج عن النسق الأدبي و العلمي الرفيع و عليه لا بد من تفادي مثل هكذا أخطاء مستقبلا و ان تخضع كتاباتك و تحليلاتك لأسلوب الدكتور الأكاديمي المختص بعيدا عن الأسلوب السوقي العامي الذي لا يليق بمقامك ,,,, و حسب رأي كانت هناك مواضيع أهم لبناء الوطن بعيدا عن الطائفية و العصبية و الفئوية فمثلك يجب ان تكون لديه أفكارا خلابة و أحلاما واسعة مبدعة في بناء جامعة او صرح علمي في كل حي و (دشرة) من موريتانيا حتى يرقى المستوى التعليمي بدلا من الفوضى التي تعج بها الجامعة - التي انت أستاذ فيها – حتى وصلت الى حرق العلم الوطني و الضرب و الاعتداء الجسدي و المعنوي على الأساتذة و الطلاب على حد سوى و الإضرار بالممتلكات العامة دون أي تحرك يذكر او أي مبادرة كتابية على الاقل من قبلكم لإنارة و إثراء الموضوع.
سيدي الدكتور :
لكل حصان كبوة ,,,, و لكل شهرة رغوة ,,,, ولكل موج زبدة ,,,,, و لكل ظلام عتمة ,,,, و لكل حكيم شمعة و لك ان تختار بين الكبوة و الرغوة و الزبدة و العتمة و الشمعة .
مع أطيب التحيات
الأستاذ : عبدو سيدي محمد
abdousm@yahoo.fr

هناك تعليق واحد: