باللون الأحمر، لون الدم والنار والهلع والدموع، اختار حزب تواصل، ذو التوجه الإسلامي، أن يروج لبضاعته البائرة "الرد الصادق" باثا - کعادته - الرعب في النفوس الوطنية عند كل غدو ورواح مختلقا الأحداث ومتقولا بما لم ينزل به سلطان، ومحرفا الكلم عن مواضعه والفعل عن حقيقته.
طالعتنا خلال الأيام الماضية في شوارع نواكشوط، شعارات ملفوفة بلون أحمر قان - يتهدد فيها الحزب "الإسلامي" ــ حليف الشيوعيين الآن ونصير العلمانيين اللائكيين وصديق الامريكيين – "النظام" ب" يوم لا مرد له" بيوم يخيل إليك...
وأنت تتابع "الهالات" الإعلامية و"الزخم الكبير" المعطي له، أن الولدان ستشيب فيه، وأن السماء ستمور خلاله مورا، وأن الأرض ستتزلزل من تحت الأقدام، وأن الزحف "المقدس" سيعصف بكل "العروش"، وأن لا منجي من الغضب العارم للتواصليين، إلا من دار في فلكهم وردد شعاراتهم المعهودة، والتي لاكتها الألسن واجترتها، ولفظها الشارع العربي من قبيل : ثورة ، ثورة ، و معا من أجل حرائر الوطن، وكدت أن أقول من أجل حرائر اليمن، والشعب يريد إسقاط النظام.. الدجل نفسه توهمك به وسائل الإعلام التواصلية، فتحسب أن المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية تحول إلي ساحة حرب دموية طاحنة، في حين أن الأمر لا يعدو كونه مجرد مناوشات بسيطة بين بعض "الطلاب" والشرطة الوطنية، وقائمة التلفيقات الإعلامية تطول .. وأخيرا انقشع غبار يوم الرد"الصادق" المستوحى شعاره من "الوعد الصادق" لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله المقاوم بالأمس وأحد شبيحة النظام السوري اليوم في نظر القوم، المتقلبة مواقفهم حسب مزاج قادتهم، المتخذين من السياسة مطية لتحقيق غايات ضيقة. فكان الوعد في الحقيقة وهما يتبدد بسرعة كبيرة، وزيفا أمام الناظرين، بل هو سراب بقيعة.. فلا النظام أخافته هرطقتهم، ولا المنسقية اقتنعت بإنفرادهم بتنظيم الأمسية التي سعو من ورائها من بين أمور أخري ليصدقوا شائعاتهم التي أطلقوها أنهم هم من كان وراء مهرجان المعارضة الأخير وأنهم هم من بذلوا المال ومن عبئوا ومن ومن.. وعلي المنصة تعاقب سادة الحزب وغاب "كبيرهم" و"قويهم الأمين" فبلدية عرفات تعرف "الأمين" جيدا ولا داعي لحضوره، تاركا مكانه ل"صقرهم" الذي خاطب "غلمانه" ببذاءاته، وإساءاته المعهودة – وهي مهمته الوحيدة التي يؤديها بتفان وإتقان – مطالبا ب"ضرورة رحيل النظام". دون أن يتعب نفسه استخدام مصطلحات طالما خدعوا بها جمهورهم، ووظفوها في غير محلها، من قبيل مقاصد الشرع، وفقه المآلات، والمصالح المرسلة، وجلب المنافع ، ودرء المفاسد، والقياس ، وتحقيق المناط.. والله يعلم أن الشاطبي منهم بريء تماما كما العلامة عبد الله ولد بيه، والطاهر بن عاشور أبعد.. صب "الصقر" إذن جام غضبه ورغى وأزبد، دون أن يقدم أي رقم ولا حجة ولا دليل، متلاعبا ب"عقول" مشاهديه، ومدغدغا عواطفهم بعبارات جوفاء لا تقدم ولا تؤخر. ومطلقا العنان لتهم جزافية، أساسها كذب في كذب، لكذاب.. لم يعطى "الصقر" أدلة ولا براهين موضوعية وحلق هو و"إخوته" في عوالم العموميات مثيرين النعرات القبلية، والإثنية، والجهوية، وكل الأمور التي لا تنسجم مع الاسلام، ولا تتناغم مع الخطاب السياسي السليم. وبعيد صلاة المغرب، التي ضاعت على أغلب الحضور، انفض الجمع وولوا الدبر. لقد كان الفرق كبيرا والبون شاسعا مع خطاب الرئيس في نواذيبو، والذي تحدث فيه عن مساوئ القوم مستشهدا بالأرقام والمعطيات الواقعية ومطمئنا المواطنين بأن الأيام القادمة ستكون حافلة بالمنجزات الكبرى تلك المنجزات التي سببت الغيرة للإسلاميين الجدد الطامعين أن تحملهم رياح الثورة إلي القصر الرمادي لكن رياح التغيير البناء جرت بما لا تشتهيه السفن التواصلية،فتبدد سعيهم وهما.أبوبكر ولد دهماش
abdehmach2000@gmail.com 22406017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق