في مثل هذه الأيام الشتوية من كل سنة يهاجر أغلب سكان المدن إلى القرى الصغيرة المجاورة لمدنهم و خلال مقامهم يغير المهاجرون أساليبهم الغذائية ليتبعوا ولو لفترة وجيزة أنماط غذائية غير مألوفة في المدن و لا في المواسم الأخرى من السنة و تتنوع المأكولات الشعبية من واد لآخر و من حي لحي إلا أنها في مجملها تشترك في كونها ثمار زرعت في
موسم الأمطار الأخير لتنضج في الشتاء حيث يحين قطافها من طرف قوم يرون في بعضها...
دواء من كثير من الأمراض و يرى بعض آخر جدوائيتها في الصحة الغذائية.و من ما لا شك فيه أن هذه الحبوب الوافرة و الكثيرة الإستهلاك تشكل سدا منيعا ضد المجاعة التي تتهدد بعض المناطق الصحراوية و الساحلية و بذلك تكون رقما مهما في الأمن الغذائي المحلي بتكانت و من ناحية أخرى فإن المأكولات الشعبية تتنوع بتنوع و قدرة عشاقها.
و لنكتشف معا ــ أنتم و مراسلون ــ ما يتغذى به أهل تكانت من خلال نموذج "سد الدروم " أكبر سد زراعي في الولاية :
شكط :
بعد ما ما تنضج مزارع اللوبيا (المعروفة محليا بآدلقان) تتجه إليها شهيات المهتمين و بعد انتزاعها من فروعها يتم تحضيرها من خلال اشعال نار داخل حفرة حتى تخمد النار ليسحب الجمر خارج الحفرة التي تعمق قليلا و يوضع (الخروب : سنابل اللوبيا ) فيها ليرد عليه الرمل بلطف و يعاد الجمر على سطح الحفرة و بعد دقائق يسحب الخروب و رمله الملتهب (لكي يحفظ الخروب ساخنا)ليوضع في إناء و يقدم للأكل بعدما يقشر و تخرج من داخله اللوبيا الدافئة و هو غذاء شائع في المناطق الزراعية من تكانت و من موريتانيا بشكل عام
.
الجغفه
خليط مطبوخ من اللوبيا و البطيخ الأبيض (الصغير عادة)و بعد تقطيعه الى شظايا صغيرة بعضهم يضيف له قطع من اللحم إلا أن الغالبية تفضله بدون لحم و يشاع أنه صحي خاصة في عسر الهضم و قد يسبب إسهالا قويا للمبتدئين.
و بالإضافة إلى هاتين الوجبتين هنالك مأكولات أخرى أقل إستهلاكا في هذه الفترة كالمشوي و الكسكس و عيش فندي الذي يفضل تناوله كعشاء .
و تبقى المأكولات الشعبية في فصل الشتاء هي الأكثر استهلاكا بالنسبة لساكنة تكانت التي تتحضر في نهاية هذا الشتاء لتوديع موسم القطاف آملة موسما قادما يحمل الكثير من آدلقان و الكوز و فندي...
تكانت ـ باباه ولد عابدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق