الشعب المغربي يهنئ السيد الوزير "الوفا" بمناسبة إقالته من حزب
الاستقلال. راجيا من الله أن يجد لنفسه حزبا أحق بشجاعته على مواجة
الفرعون.
حزب الاستقلال يحمل ما يحمله منذ بدايته من أسرار وتهم...
اتهمه البعض بأنه فاوض فرنسا على شبه استقلال خلف وراءة حماية فرنسية طويلة
الأمد لازلنا نراها اليوم في أبسط بنود مدونات الأسرة إلى أنظمة الصحة
والتربية والقضاء.. إلى أهم منظومة وهي الاقتصاد. كما عرف حزب الاستقلال
بالاستحواذ العائلي السلطوي، الذي يجعل من عائلة واحدة أخطبوطا متمددا عبر
إدارات المملكة ومؤسساتها، تضمن استمرار التبعية الاقتصادية لفرنسا على
أشدها.
اليوم، جاء حزب جديد إلى السلطة، حزب العدالة والتنمية، بأجندة مختلفة
تماما عن أي حماية أو تبعية، ترمي إلى زيادة %20 من أثمنة المواد المستهلكة
لإخراج المغرب من الأزمة. الخطة فعلا خطة خانقة، خاصة وأن الزيادة ستسحق
الطبقة الفقيرة التي تعيش على الشاي والسكر، وستهزم الطبقة المتوسطة التي
تعيش بربع راتب تذهب بقيته لأداء فوائد القروض.. حين يزيد ثمن البنزين
والحليب، ولن يحس بها كثيرا الأغنياء ولا الشركات الكبرى، بما أن شركة
مشروب "الكولا" الغازي مثلا، هزمت خطة "بنكيران" بأن اخترعت "كولا زيرو"،
أي مشروب بدون سكر، على أساس أنها اكتشفت حلا لعدم الزيادة في الوزن، وهي
حقيقة اكتشفت حلا لزيادة بنكيران في المواد المستهلكة! ورغم كل هذا، يبقى
أن الحكومة الحالية تحاول أن تجد مخرجا من الأزمة بالاعتماد على نفسها
بعيدا عن الزيادة في القروض وبالتالي في التبعية، ويبدو أنه شيء لم يعجب
الاستقلال!
مجيئ شباط، الوافد الجديد على رأس حزب عريق مثل الاستقلال، وافد جديد
لم يعهده الحزب ولا الشعب إذ أنه ليس من العائلات العريقة التي لطالما
استحوذت على المناصب، إنما شخص متسلق وصل عبر "التعفريت" والانقلابات، لن
يجعله ينقلب على السياسة الداخلية للحزب، سياسة سياسة تعاهد عبرها مع فرنسا
على استمرار الحماية حتى بعد خروجها، بل بالعكس، يبدو أنه يماشي نفس سياسة
أسلافه الاستقلاليين الذين حاصروا كل من حاول خلق أفكار ومبادرات تروم إلى
استقلال المغرب من التبعية الاقتصادية لفرنسا، من سباب وشتيمة واستهزاء
وصلت كما قيل إلى حد التصفية! هي بالضبط نفس السياسية التي يقوم بها شباط
اليوم، عبر استهزائه وشتيمته وسبابه لبنكيران، وتصويره على أنه مصاص دماء
الشعب الذي سيسحق الفقراء، وأن لا أمل للفقراء إلا شباط وحزبه.. أمل لو كان
حقيقة لما تقهقر المغرب عبر سنوات حكم فيها ذاك الحزب المتآمر على البلاد
والعباد...
شباط الآن يعمل بعمل فرعون مع الاستقلاليين ابتداء من الوزراء إلى
الشبيبة، منطق: "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"، حين
يأمر وزراء حزبه بالاستقالة وإلا الإقالة، بدعوى إنقاذ الاقتصاد من أيدي
بنكيران، فيما يعنيه إنقاذ الاقتصاد من أيدي بنكيران لإغراقه، اقتصاد لم
يدافع طيلة 60 سنة من تواجد الاستقلاليين على الساحة السياسية إلا عن
نخبهم، وعن عائلاتهم، وعن أولادهم، ليبقوا خيرات البلد بينهم ويبقوا فرنسا
ولية على خيرات الشعب! اليوم يبدو أن المغرب خرج من بين أيديهم، حين كانت
الأغلبية لحزب العدالة والتنمية بتحالف معهم، فقرروا إنهاء التحالف ليكونوا
هم الأغلبية! لكنهم أخطؤوا الحسبة.. فلا يمكن للشعب أن يعيد المغرب تحت
وصاية استقلالية/ فرنسية، ولا يمكن للشعب أن يعيد الثقة فيمن ـ منذ أن
استعمرنا ـ خان الثقة وباعنا لمن يدفع أكثر!
برلمان رمضان اليوم هو برلمان جديد، سيتجدد كلما احتاج إلى ذلك،
وستتجدد معه الحكومة كلما احتاجت إلى ذلك، بعيدا عن حزب الاستقلال الذي
استعمر الشعب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق