قالت مصادر جد مطلعة لموريتانيا بلا حدود إن خلافا وقع بين قادة منسقية المعارضة الموريتانية بعد فك الشرطة فجر الخميس لاول اعتصام من نوعه تنظمه المعارضة للمطالبة برحيل النظام القائم ، ويعود سبب الخلاف الى مطالبة بعض احزاب المعارضة ، خاصة حزب اتحاد قوى التقدم الى التراجع عن الاعتصام حتى يتم الاعداد له بشكل جيد ، ولتجاوز ازمة حرق الكتب الدينية التي اقدم عليها بيرام ولد اعبيدي قبل اسبوع وتاثرت بها المعارضة سلبا ...
غير ان بعض احزاب المنسقية كان موقفها اكثر تطرفا تضيف المصادر خاصة حزبي تواصل الاسلامي وحزب تكتل القوى الديمقراطية ، في المطالبة باعتصام دائم بعد المسيرة والمهرجان الذي نظمته المنسقية ظهر الاربعاء حتى يسقط ا النظام وهو ما كانت نتائجه وخيمة جدا على المنسقية قمة وقاعدة حين فرقت الشرطة الجميع مستخدمة القنابل الصوتية المسيلة للدموع وخراطيم المياه .
فلا شباب تواصل تمسك وطبق ولو لبرهة شعار صامدون ـ صامدون ، ولا شباب ونساء التكتل صمدوا أكثر من عشر دقائق امام اصوات مسيلات الدموع و زخات المياه التي امطرت بها الشرطة المكان ، على خلاف شباب بعض الدول العربية التي شهدت ثورات شعبية و الذين تصدوا للرصاص والموت في سبيل تحقيق ثورتهم ، وهو ما يوحي بان ثورة المعارضة الموريتانية غير جدية حتى في اسقاط مدير مصلحة الصرف الصحي بوزارة المياه ، احرى اسقاط نظام ورئيس فر قادتها في جنح الليل كاللصوص اما هراوات شرطته .
خلاف اخر بدأ يظهر على السطح بين قادة المنسقية ، تمثل هذه المرة في الطريقة المريبة التي فر بها اعل ولد محمد فال رئيس الدولة سابقا ، حيث ورد اتصال خاص على ولد محمد فال قبيل منصف الليل ليعتذر الى زملائه متعللا بإصابته بوعكة صحية ، بينما تفيد مصادرنا ان الاتصال كان من جهات امنية عليا تطالبه بالانسحاب قبل ان يحدث له مكروه يقلل من هيبته وابهته امام الملأ .
وهو ما قام به اعل دون ان يطلع قادة المعارضة الاخرين على السبب الحقيقي لانسحابه وتركهم عرضة لعزيز ورجاله الذين نكلوا بهم أشد تنكيل .
وبالعودة الى تفاصيل الهروب الكبير قالت مصادر مقربة من المعارضة الموريتانية انه وبعد الساعة الثانية والنصف فجرا قامت السلطات بقطع الكهرباء والإنارة العامة عن شارع جمال عبد الناصر وتحديدا المنطقة التي توجد فيها ساحة الاعتصام ـ ساحة جامع ابن العباس ـ ، بينما تم تسريب بعض المعلومات الى وسائل الإعلام عن اجتماع امني قد ينتج عنه قرار بفك الاعتصام الذي بدأ زخمه الشعبي يتراجع شيئا فشيئا ، وانهك التعب شبابه وشيبه وكان للنساء مثل حظ الاثنين في ذلك الانهاك .
وعند الساعة الثالثة والنصف تقرر الهجوم الذي لم يدم اكثر من ربع ساعة ، حيث تم اقتحام الساحة من ثلاثة محاور ، وفوجئ المعتصمين بخراطيم المياه التي استعملت لاول مرة في فض مظاهرة في تاريخ البلد ، وكذلك كثرة القنابل الصوتية المسيلة للدموع والتي غطت سحبها اجواء المكان لتعم الفوضى ويفر الجميع .
بعد ذلك وقفت الشرطة على غنائم المعارضة من خيام ومعدات ومأكل ومشرب .. الخ ، بينما غار قادة المنسقية الى سياراتهم والبعض الاخر بحثا عن احذيتهم قبل ان يفضلوا خيار البحث عن مكان امن للإختباء ، وكان الهروب الكبير والاخير هو الخيار الافضل .
نتيجة الهجوم كانت اخلاء الساحة ومصادرة بعض الخيم والمعدات التي استجلبتها المعارضة لثورة لم تعمر طويلا ، ومن جانب المعارضة كانت بعض الاصابات والاختناقات في صفوف افرادها نقل بعضهم الى المستشفى بينما فضل البعض الاخر تلقى العلاج في بيته ، وانتهت الثورة .
وتقول مصادر خاصة لموريتانيا بلا حدود ان الجنرال عزيز لم يحضر عملية هروب قادة المعارضة ، بينما كلف مدير امنه المساعد ومدير امن الدولة وبعض قادة الدرك والمخابرات بمهمة فك الاعتصام ، وقد وافوه بتقرير مفصل في الصباح عن العملية التي خرجت فيها الشرطة منتصرة ، بينما وعد قادة المعارضة بمعاودة الكرة .
ويبقى السؤال مطروحا كيف سيكون الهروب القادم ومتى ، أم أن النظام سيسقط فعلا تحت وطأة جميل وغلام وغلمانهم بعد ان يعثروا على عمائمهم المفقودة ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق