مالي أكتم حبا قد برا جسدي*** وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حب لغرته*** فليت أنا بقدر الحب نقتسم. المتنبي
إن كان يجمعنا حب لغرته*** فليت أنا بقدر الحب نقتسم. المتنبي
- لقد انساب الشعر عبر الحضارات البشرية عنبرا لروح ارتقت وسمت إلى علياء
رفاهية النخب؛ مطمئنة ببلاط عدالة تجود على المجتمع: رغيفا، وأمنا، ودواء..
وهيبة تشفع حيال "زحافات" أمن "مربد" حياة الأمة!
هكذا، أحكمت "صور" الحياة، أنفاس نسيم الشاعرية، أثناء طريقها إلى إبداع
همس في أذن موريتانيا، مباركا إنشاد رموزها وعرض أخضرها الناعم بهلاله
ونجمه الذهبيين!
يعد، وبامتياز من بين فرسان موريتانيا...
رئيس الجمهورية محمد بن عبد
العزيز، الذي كرم الإنسان الموريتاني، واحتفى بقريضه، تذوقا وإنفاقا. من
مواطن شاعرية ملحمة بن عبد العزيز، تكريمه لآخر أحياء أبطال "أم التونسي"،
احتقانا للمرجعية وانتشالا لهيكل "الخماسية" وهدير "لغنه" كاحتفاء بالأمة
الموريتانية، رغم ضيم الصحراء؛ بعد تجني الجغرافيا.
يريد بعض الشعراء، إيهامنا ـ تقصيرا ـ أن عاشق فيروز وقارئ درويش "لايحب
الشعراء" ! انزلاق منطق "النقاد" لملهم "موريتانيا الجديدة"، يثير في نفسي
أكثر من الغيظ، لأني عرفت الرجل، الذي أمتن باكتشاف مواطن حساسيته، و
إسداله لستار التعجرف كلما بزغت أنواء إبداع الموريتانيين، واعدة فخرا
وعزة. عرف عن رئيس الجمهورية دعمه الشخصي لحملتين ـ على الأقل ـ لمشاركة
موريتانيين، في تجربة "أمير الشعراء"، قبل أن يتم توشيحهما بأنامله المرهفة
حيال مختلف مظاهر الإعتراف بالجميل لأبناء هذا البلد الذين أدمنوا رفع
رأسه عاليا بالمحافل الثقافية والمحطات المعرفية العربية والإفريقية، وحتى
الدولية. يعود الفضل كذلك إلى بروتوكول الدولة الموريتانية في إقحام الشعر
والشعراء في حيثيات الإحتفالات الرسمية، دون إلزامهم بالمدح المبتذل، الذي
لوث ذائقتنا لعقود!
إن اقتطاع جزء من مداخيل الجمارك للإنفاق ـ دون تقتير ـ على الشباب
والثقافة يكفي لتجسيد المكانة التي يحتلها الشعر والشعراء في برناج الرئيس
محمد ولد عبد العزيز، والتي نعتبر أول دولة من العالم الثالث تقرها، رغم
أنها كانت حكرا على الديمقراطيات الغربية الراسخة ترفا!
إن مبدع مسجد ومصحف شنقيط، يسموا بأخلاقه وذوقه عن "سفسطة" الإتهامات،
الصادرة من نفوس حساسة، تعودت "التمرغ" في وحل الإقصاء والتهميش الذي عانا
منه المشتغلون بالحرف، طيلة عقدين هجرت خلالهما الأبجدية مرابع الهم العام.
لكن حتميات التنمية، وضوابط الذوق تملي علينا الإهتمام بمواطن الفن
"التقني" الغائب من الحياة المهنية والإجتماعية للأمة الموريتانية.. ولأن
الشعر لا يوحى على المليون، بل يحياه الفرد من بين الملايين؛ فليطمئن
الشاعر وليمضي الشعر جائدا في مرابطنا! أهيب بكل من يحس الكلمة "تدحرجا"،
أن "يشك" في ظفر الشعر، "مهما داست قوى الظلام على الأزهار".
عبد الله ولد حرمة الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق