توفي اليوم الأربعاء أول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلا (1962- 1965) بمقر سكناه عن عمر يناهز 96 سنة، حسب ما علم من أقارب الفقيد. وقد تدهورت الحالة الصحية للفقيد في الآونة الأخيرة حيث أدخل شهر فبراير/ شباط الماضي مرتين إلى المستشفى العسكري "محمد الصغير نقاش" بعين النعجة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية.
وولد أحمد بن بلا، المعروف عربيا باسم "بن بيللا" في مدينة مغنية الحدودية مع المغرب، وواصل تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان، وكان أحد أبرز رجالات...
الثورة الجزائرية، وقد ألقي عليه القبض سنة 1950 بالجزائر العاصمة وحكم عليه بعد سنتين بسبع سنوات سجنا، قبل أن يهرب من السجن سنة 1952 ليلتحق في القاهرة بكل من حسين آيت أحمد ومحمد خيضر. حيث ساهم فيما بعد في تكوين الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني. وقبض عليه مرة أخرى سنة 1956 خلال عملية نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب إلى تونس برفقة أربعة قادة آخرين من جبهة التحرير الوطني، هم محمد بوضياف، رابح بيطاط، حسين آيت أحمد، ولشرف. وقد تم اقتياده إلى سجن فرنسي وبقي معتقلاً فيه إلى غاية الاستقلال يوم 5 جويلية 1962.
وبعد استقلال البلاد عين أول رئيس للجزائر المستقلة، لكن لم يستقر به المقام أكثر من ثلاث سنوات، حيث انقلب عليه العقيد هواري بومدين في 15 جوان 1965، وتم إيداعه بالإقامة الجبرية بغرب العاصمة. ولم تنفع تدخلات الرئيس المصري جمال عبد الناصر الشخصية في إطلاق سراحه، كما لم تنفع كل المحاولات الأخرى التي قام بها رؤساء الدول الذين كانت تربطهم بابن بلة علاقات صداقة.
تزوج من صحافية في السجن
وخلال فترة اعتقاله التي استمرّت 15 سنة، قال فقيد الجزائر أحمد بن بلا إنّه "استفاد من أجواء العزلة واستغلّ أوقاته في المطالعة والقراءة حيث تعرف على الفكر الإسلامي وغيره من الطروحات الفكرية". والمميز في هذه الفترة أنه "تزوجّ وهو في السجن من صحافية جزائرية تعرفت عليه عندما كان رئيسا للدولة الجزائرية".
وأكثر من ذلك، كشف بن بلا في أحاديثه القليلة لوسائل الإعلام عن أن "رفيقه الوحيد في زنزانة السجن طيلة تلك السنوات العجاف، كان القرآن الكريم". ولم يتم الإفراج عنه إلا بمجيئ الرئيس الشاذلي بن جديد حيث أصدر عفوا عنه عام 1980، ليغادر بعدها الفقيد الجزائر متوجها إلى باريس ومنها إلى سويسرا.
وبمجيئ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عام 1999، قام هذا الأخير بسلوك رمزي اتجاه الفقيد بن بلة، عندما أسقط من قائمة الاحتفالات الوطنية يوم الانقلاب العسكري عليه الموافق لـ 15 جوان من كل سنة، حيث كان يطلق عليه "عيد التصحيح الثوري".
ومعروف أن بوتفليقة كان أحد الأشخاص الذين دبروا الانقلاب على بن بلة عام 1965 رفقة العقيد بومدين، ولهذا رأى المراقبون في إسقاط الاحتفال بيوم الانقلاب عليه "تكفيرا عن ذنب قديم". ومنذ عام 2007 ترأس الفقيد بن بلة مجموعة حكماء إفريقيا للوقاية من النزاعات الإفريقية والعالمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق