إنّ موريتانيا اليوم لتمرُّ بأيام حالكة والسبب في هذا هم من يُسمّون بُهتانا وزرا " الصحفيون "
وليس غريبا هذا فقد وُجد في عصر النبوة صحفيون من نوع " مسيلمة " كان محررا لكل الصحف الصادرة في تلك الفترة ، يتظاهر للمسلمين أنه منهم وهو في حقيقية أمره مراسل لقنوات أبي جهل النفاقية ، وبعد هلاكه ظهر "عبد الله بن سبإ اليهودي " ........
ولا أريد في هذا المقال أن أدخل في سجال مع هذه الطبقة من المجتمع التي حملت لواء العداء لوطنها وأمتها وسخّرت كل ما تملك من طاقات في هذا المضمار .
مواقع إخبارية الناظر إليها في أول وهلة يتبادر إلى ذهنه أنّ موريتانيا تخوض حرب شوارع مع أشباح يطلقون صواريخهم من فوق سطح القمر ، أو أنّ ما يوازيها من مثلث " بورمودا " قد ثار عليها من أعماق المحيط .
البعض من هؤلاء يرقص على أوتار الموت، يريدون أن يحولوا هذه الدولة إلى صومال يتشخط أهله دما ، أو كشمير متنازع عليه ، أو فلسطينٍ تُدال في أروقة مجلس الأمن ، أو سودان بين الجنوب والشمال ، أو صحراء شرقية ، أو شيشان روسية ، أو ......
إنّ مهنة الصحافة في موريتانيا خرج قطار بعضها عن مساره الصحيح ،كتب أحد المرجفين يوما " قبائل تتشاجر على أذني حمار" ما الطريف في هذا أم أنّ مهنة السخافة تتطلب في بعض الأحيان نقل هذه التُرهات ، أم أنّ التحرير مشغول في حركة لا تلمس جنسيتي ؟ لعلّه الكساد الإخباري
قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ " قيمة كل امرئ ما يتقنه " فإذا كان البعض منّا لا يتقن غير لغة السب والشتم والتنابز بالألقاب والطعن في الأنساب هل هذا جائز شرعا أم أنّ مهنة الصحافة تتطلب هذا ؟
إذا رُزق الفتى وجها وقاحا **** تقلّب في الأمور كما يشاء
وفي موريتانيا ولله الحمد صحافة من الطرازالأول شعارهم صدق ـ أمانة ـ حيادية ـ
وفيهم من لا أريد أن يخطر ذكره على طرف قلمي ، شعاره ـ كذب ـ خيانة ـ خداع ـ ، يتمظهر بمظهر الصاحين وهو من هم براء .
إنّ على الدولة أن تضع حدا لهؤلاء أصحاب المصادر الغير موثقة الذين يستهترون بعقول الناس عبر شائعات ما أنزل الله بها من سلطان .
ثُمّ على صحافتنا المُحترمة التميز بين الغث والسمين ، فليس كل ما سُمع يقال ، وما كل ما قيل يُكتب ، وما كل ما كُتب ينشر، على مُحرريكم تنزيه بصر وسمع القارئ عن بعض كتابات الغوغائيين السُفسطائيين وما يهرفون به .
فموريتانيا كغيرها من الدول متعددة الأطياف والأجناس ، عاش الجميع فيها بأمن وأمان منذ قرون من الزمن ، يحترم كبيرهم صغيرهم ، قد علم كل منهم حقه على الآخر، وما وقع من تجاوزات من الخطأ تحميلها للجميع .
وخير مثال في علمنا اليوم " لبنان " متعددة المذاهب والأطياف وسيادتها الوطنية فوق الجميع ، أما الاستهتار الحاصل في موريتانيا واللعب بالنار فلا مثيل له ، حيث أصبحت بين عشية وضحاها بين من ينادي (الحرية والإنعتاق) و(لا تلمس جنسيتي ) و (حقوق إنسان الحيوان ) ، وغيرها من الشعارات النارية .
لبس أحدهم جلباب الحقوق وتسربل بالإنسان وكشّر عن أنيابه في أوربا وعُلّق حتى وسام " جورج واشنطون " وجاءنا بأفكار عنصرية وتظاهر بأنه [مانديلا] ولُقبه أحد المُتهلوسين ب [ مارتن لوثر كنك ] ووقف بين الجنة والنار على صراط الظلم ، يسجن من يشاء تحت شعار العَبودية وكأنه وصي عن رب العالمين على الناس ، ثُمّ ما هي الحرية ؟ ومن العبيد ؟ ومن نحن حتى نرفع هذا الشعار؟
إنّ الحرية التي ينادي بها " مانديلا الجديد" كما يحلوا للمعجبين به أن يُسمى ويحشر معه ، قررها الإسلام قبل مجلس الأمن ب14 قرنا من الزمن ، وكفّلها للجميع وهي أصل البشرية حيث قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرار" فهذه المقولة من ديننا الحنيف ونؤمن بها .
أمّا ما طرأ من رق بمنظور فقهي سببه الكفر وعدم قبول الإسلام ، وقد ندب الإسلام إلى الحرية وتشوف عبر منافذ يعرفها الفقهاء .
ولعلّ صحافتنا المُصفقين الصانعين من العدم أشباه الرجال يعلمون ما وقع لعبيد إفريقيا في القرون الوسطى على يد أسيادهم في أوربا ، وكيف كانوا يُنقلون من " ميناء العبــيد " في بنين وكيف كانوا يُجلبون كالقطعان إلى خدود باريز ولندن لحفرها ،و ما جزيرة [كوري] السينغالية عنّا ببعيد ، لتبقى شاهدة على ما فعله أولائك الأوغاد من إجرام بحق البشرية ، حيث أنهم كانوا يقيدون عبيد إفريقيا بالحديد والنار ليشتغلوا في مزارع " كالفورنيا " ومن المُفارقة أنّ في هذه الجزيرة بابا يقال له " اللاعودة " فمن وصله من العبيد فهو مُخير بين الموت والذهاب ، فهل يا تُرى هؤلاء أناس يستحقون رفع شعار الحرية ؟
وقد مكرت آمريكا بعقول العبيد الجُدد حيث تظاهرت بترك " ليبيريا " دولة غير مُستعمرة وسمّتها عاصمة العَبيد المحرّرين ، لتُلصق اللائمة بالعرب والمُسلمين وصدق هذه المقولة رعاء الناس ، حاملي شعارات الحقوق .
وأنتم أيها الأقزام حاملي شعارات السلام هلا واليتم هذا (الرجل ) بعقولكم قبل أبدانكم ؟ أم أنّ الجشع المادي أعمى بصائركم قبل أبصاركم ؟
المجتمع الموريتاني مظاهر العبودية إن وجدت فسببها الرئيسي هو الفقر والجهل وعلاجها ليس التسلط على عجائز النساء وحملهم عنوة في السيارات تجاهلا لسلطة الدولة ، كما رأينا في شريط بث على الفيس بوك يعتصر القلب له ألاما وهو الذي دعاني لكتابة هذا المقال .
ثُمّ أيتها العجوز الشمطاء أية حقوق إنسان تدعين إليها ؟
تُريديننا أن نُساوي بين الكلب ومالكه ؟ أم بين البنت وأبيها في الدعارة ؟ أم بين المثليين في الزواج ؟ أم بين الرجل والمرأة في الميراث ؟ أهذه هي حقوق الإنسان ؟
إنّ أهل موريتانيا مجتمع مسلم ، ومن أراد أن يطبق هذه الظواهر السلبية فعليه أن يحول هذه الرمال إلى جنة تجري من تحتها الأنهار .
وعلى صحفيينا أن يعلموا أنّ أمن موريتانيا للجميع وليس من مصلحتهم الوقوف وراء أناس يلعبون بالنار وأخص بالذكر من يسميهم بُهتانا "المناضلون " وسكوت البعض عن ما يجري ليس رضي به لا كن السلطات العمومية لا يمكن للعقلاء تجاهل سيادتها ، درء للفتنة والطائفية التي يلوح البعض بها .
وأخيرا تبقي موريتانيا راية خفاقة يتوسطها نجم فوق هلال ، يعيش فيها الجميع بأمن وإيمان رغم أعين الجبنــــــــــــــاء .
المهدي بن أحمد طالب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق